قد لا يكون من الجديد أن تسمع بين الحين والآخر عن تذمر مجموعة من الفتيات من المعاكسات التي يلقينها من قبل الشباب اثناء تجوالهن هنا وهناك..الا ان الجديد والذي تشهده معظم شوارع عمان الغربية وحتى الشرقية منها هي معاكسة بعض الفتيات للشباب في الشوارع ، او في وسائل المواصلات او غيرها من الأماكن التي قد تجمعهم مثل الجامعات والمقاهي (الكوفي شوب) . الا ان تلقي الشاب للمعاكسة من الفتاة يكون له وقع نفسي مختلف بلا شك عن الحالة النفسية لبعض الفتيات اللواتي قد يتعرضن للمعاكسات من قبل الشباب.
وقد عبر الشاب سمير ابو العينين 26 سنة ، عن شعوره بالسعادة جراء معاكسة الفتيات له ، مشيرا الى ان هذه الظاهرة قديمة وقد تعرض لها كثيرا في السنوات السابقة خاصة عندما كان في الجامعة ، وكانت مجموعة طالبات من إحدى الكليات المجاورة لكليته يحاولن ارسال رسائل (معاكسات)له.
وأشار الى ان الرسائل كانت تحمل الكثير من العبارات الجميلة الى جانب انهن كن يركزن على اناقته وابتسامته والتي وصفنها بالساحرة حسب قوله ، واعتبر ابو العينين ان هذه ظاهرة صحية وليس فيها اي شيء يعيب الفتيات حيث انهن يعبرن عن احاسيسهن ومشاعرهن للطرف الاخر.
ويقول سامي الربض والذي تعرض لمعاكسة او كما وصفها بـ(الغزل) من احدى الفتيات في منطقة ام اذينة قبل شهر ، انه كان يبحث عن احدى المحال التجارية وقد توجه بالسؤال لاحدى الفتيات التي كانت تقف في الشارع وقد اخبرته ان المحل التجاري الذي يبحث عنه موجود في الشارع الخلفي وطلبت مرافقته اليه كونها متجهة الى نفس المكان.
يقول الربض اثناء جولتنا كانت تلك الفتاة (تتغزل) بملامح وجهي وهي تشبهني بالممثل الامريكي (توم كروز) وزادت بانني اجمل منه.
وأشار الربض الى انه وبالرغم من شعوره بالخجل الا انه كان يشعر بالسعادة داخله..
وفي احدى احياء منطقة المدينة الرياضية كانت مجموعة من الفتيات ممن لا تزيد اعمارهن عن الـ18 سنة يقفن في انتظار (الباص) ، يحاولن لفت الانتباه لهن وفي نفس الوقت أشغال الوقت لحين قدوم (الباص) من خلال معاكستهن للشباب المارين في الشارع ، وقد توجهت احداهن بتعليق غير مباشر لشاب كان يقف على الجانب الاخر من الشارع عن ماركة "بنطاله" الجينز والذي كان يرتديه ، وقد انتبه الشاب لتعليقها فتوجه لها بسؤال قائلا:هل تتحدثين معي؟الا انها انكرت وبدلت وضعية وقوفها .
ويقول الشاب محمد الشايب انه وفي احدى المرات التي كان يجلس فيها في الباص بجوار احدى الفتيات التي اخبرته فيما بعد بانها طالبة جامعية قد وجهت له هذه الفتاة اطراء جميلا عندما اخبرته بانه جميل جدا وبأن ابتسامته مميزة وجذابة وقد اخبرته انها لا تخجل من التعبير عن مشاعرها ورأيها في الاخرين حتى وان كان الطرف الاخر شابا..
وتحدث رامي سوالمة25 سنة فقال انه يشعر بالسعادة الكبيرة عندما تتوجه له احدى الزميلات في العمل بإطراء او بـ(مغازلة) سواء كانت تتعلق بأناقته او بشكله او بطريقة حديثة... وعن اجمل (مغازلة) تعرض لها سوالمة ذكر انه وفي احدى المرات التي كانت فيها احدى زميلاته في زيارة له في القسم وبينما كان يقدم لها فنجان القهوة فاجأته وهي تقول له بان اصابع يديه جميلة جدا..
ويرى السوالمة ان تعبير الفتاة عن رأيها خاصة في الشاب يجب ان يكون ضمن اطر محدودة وان لا يتعدى حدوده ، خاصة وان مثل هذه السلوكيات قد يساء فهمها من الطرف الاخر ولهذا يفضل السوالمة ان تحتفظ الفتاة برأيها في حال إعجابها بأي شاب..
ويرى الدكتور امجد ابو شنب استاذ علم الاجتماع ان معاكسة الفتاة للشاب هي وسيلة تلجأ اليها بعض الفتيات للفت الانتباه لهن وعلى الاغلب يكون الهدف من الـ(الغزل) ليس التعبير عن رأيهن بقدر جذب الانظار لهن من الطرف الاخر .
وحول النظرة الاجتماعية السائدة لهذه الظاهرة يجد د. ابو شنب ان المجتمعات الشرقية عادة لا تتقبل فكرة مغازلة الفتاة للشاب سواء كان الغزل بشكل مباشر (عن سابق معرفة).او بشكل غير مباشر في (الشوارع او الاماكن العامة)..
واعتبر د. ابو شنب ان الفئة العمرية لهؤلاء الفتيات تكون على الاغلب في مرحلة المراهقة وهي الفترة التي تحاول فيها الفتاة جذب الانتباه لها للظهور في المجتمع المحيط بها والتعبير عن مشاعرها بشتى السبل .
نقلا عن الدستور